الاثنين، 22 فبراير 2016

الألوان في طعامنا




                                                         


هل فكرت يوما بتأثير لون الطعام الذي تتناوله على شهيتك ودوره بتحديد كمية الطعام التي تدخل معدتك؟ فالألوان تلعب دورا كبيرا في التأثير على مزاج الكل بدءا من لون الطبق وحتى المحتوى الذي فيه.

البعض يلجأ لتناول أطعمة دسمة في حالة إصابته بحالة مزاجية سيئة مثل اللحم والبطاطا المقلية، بحسب دراسة نشرت في العام 1970 في كتاب Fast Food Nation."" لمؤلفه إيريك شلوسر، مبينا أن لون الغذاء يؤثر على الوجبات وكمية تناولها، وهي حالة مزاجية يعتمد عليها مصنعو المواد الغذائية والمطاعم لصالحهم

وبرر شلوسر ذلك في كتابه من خلال الاختصاصية النفسية والكاتبة كارين كوينغ التي بينت أن الناس يأكلون لسببين رئيسيين؛ الأول، الإثارة حيث يريد الفرد أن يكون أكثر التزاما وتركيزا ويبحث عن المتعة والعاطفة في الطعام، فيما السبب الثاني هو التثبيط، حيث يشعر الفرد بمشاعر فياضة ويريد تعزيزها والشعور بالراحة والهدوء والاحتواء.

وهنا تقترح كارين أن يقوم الفرد بتحديد حالته المزاجية قبل الإقدام على تناول الطعام والهدف من تناول الوجبة لإشباع رغبته العاطفية وتحسينها من خلال اللون الذي يعبر عن تلك الحالة، مشيرة في الوقت نفسه إلى تأثير الألوان على المزاج، وان اللون يرتبط بالعاطفة وله دور في تأجيجها أو إخمادها، وينعكس على نسبة الهضم.

وتؤكد اختصاصية التغذية السريرية آية مراد صحة ماسبق، مبينة أن ألوان الطعام تنعكس على الكمية التي يتم تناولها من قبل الأفراد باختلاف حالتهم المزاجية.

وتلفت مراد إلى أن اللون والرائحة والطعم لأي صنف من الأغذية يوازن النكهة، ويلعب دورا في الكمية التي يتناولها الفرد، فعلى سبيل المثال لون مشروب الفانيلا شوكلت لافت برائحته، كونه يدفع الفرد لارتشاف كوبين منه برغم احتوائه على كمية كبيرة من السعرات الحرارية والأمر نفسه ينطبق على الميلك شيك من الفراولة الذي يحمل اللون الأحمر وهو لون يفتح الشهية وله طعم لذيذ.

وتشير إلى دراسة دنماركية حول تأثير المواد الغذائية التي يتناولها الفرد من خلال اللون على الكمية التي يتناولها والصلة للإدراك الحسي للغذاء والقدرة البشرية على تنظيم الشهية بحسب هذا المبدأ.

وقامت بهذه الدراسة الحكومة الدنماركية ومجلس الألبان الدنماركي في العام 2003 في مراجعة لدراسة شملت عينات بشرية ونشرت في مجلة السمنة العالمية، بحسب مراد، أن لمنكهات الطعام مثل الطعم والرائحة والملمس دورا في الإصابة بالتخمة، بسبب لون الطعام وتنوعه في الطبق.

وخلصت الدراسة أيضا إلى أن دورا النكهة واللون له علاقة في تناول كمية كبيرة من الأغذية؛ لأنها تجعل الفرد يحس بالشبع مقارنة مع أغذية أخرى تؤثر على الشهية.

وتنصح مراد هنا باستغلال هذه الخاصية في الطعام بطريقة صحية والعمل على تنظيم كمية الطعام وتنويعها بتوازن عبر اختيار أصناف منوعة من مجموعة الأغذية الأساسية، خصوصا في الطبخ للحصول على الفائدة المرجوة والتمتع بالطعام بطريقة صحية.
       
                                   
وتشير مراد أن دليل الطعام الكندي الذي يعرف باسم "مبدأ قوس قرزح" الذي يستند على الألوان الأساسية لقوس قزح والتي تشمل اللون الأصفر والأحمر والأزرق والأخضر.

وبحسب هذا المبدأ وفقا لمراد فإن اللون الأصفر، يشمل منتجات القمح واللون الأخضر يشمل الفواكه والخضراوات واللون الأزرق يشمل منتجات الحليب واللون الأحمر يشمل اللحوم وبدائلها.

وعليه تفيد مراد بضرورة توفر هذه الألوان الأربعة في الطبق لكي تمنح الفرد القيمة اللازمة، وبشكل متوازن من دون لون على حساب الآخر فكل واحد منهما يتمم الآخر.

ولكن هذا لا يعني ان تختار الأطعمة التي تحب بلون واحد بحسب خبير التغذية جوني رامبلو في مركز نيوجيرسي للتغذية، حيث يرفض طريقة الأفراد في اختيار لون واحد لتناوله من مبدأ أن كل لون يحتوي على قيمة غذائية مختلفة عن اللون الآخر، ومحذرا في الوقت نفسه من تناول الأطعمة الملونة اصطناعيا ونكهات قوية ليست طبيعية لتأثيرها السلبي على الجسم مثل السرطانات وأمراض مزمنة أخرى.

ولمحاربة جاذبية الأغذية الملونة اصطناعيا، التي تسبب سوء التغذية للفرد، يجب الأخذ بعين الاعتبار ان تناول الملح والسكر والدهون في هذه الأطعمة لا يفيدنا بشيء بحسب مراد، خصوصا تلك الأطعمة المصنعة والعمل بدلا من ذلك على توسيع رقعة الألوان في الأطعمة الطازجة المغذية.




ومن الأطعمة ذات الألوان المختلفة التي تنعكس على النفسية بحسب كوينغ الأطعمة ذات اللون الأزرق وهو لون يساعد على الشعور بالهدوء، مبينة ان من يميل لتناول وجبة دسمة عليه بتناول طعام بلون أزرق قبل هذه الوجبة فهي ستهدئه وحتى توحي باستخدام أكواب باللون الأزرق وصحون كذلك لكبح هذه الرغبة.

وتشير مراد أن الأغذية التي تتميز بلونها الأزرق وحتى الأرجواني ذات فائدة كبيرة منها الباذنجان والعنب البري والعليق، وجميعها تساعد في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطانات وتعزز صحة المسالك البولية والداء الوظيفي للذاكرة.

وتلفت كوينغ لاهتمام المطاعم باللون الأصفر في جدرانها لما له من تأثير على الزبائن، ودورها في تحفيز الذاكرة والإدراك والاختيار، وعليه تنصح مراد باختيار الأغذية الصفراء والبرتقالية مثل الجزر والبطاطا الحلوة والمشمش والمانغو واليقطين، لاحتوائها على كميات غنية من البيتا كاروتين المضادة للأكسدة التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية، وجهاز المناعة، والرؤية وفي الوقت نفسه تخفض المخاطر من الإصابة بأشكال معينة من السرطان، فيما الحمضيات والأناناس، يوفران كمية كبيرة من فيتامينC الذي يدعم مناعة الجسم ويقويه.

                                     

كما تلعب الأطعمة الخضراء دورا في وقاية الجسم من العديد من الأمراض المختلفة بحسب جمعية السكري الأميركية، فهي تعزز الرؤية الصحية وتخفض خطر الإصابة بالسرطانات ومنها الخضر الورقية، مثل السبانخ واللفت، حيث تحتوي على كميات ثمينة من الحديد .

                                              

وتعلق مراد على ذلك ان الكثير من النساء يصبن عند مرحلة ما بنقص الكالسيوم الحيوي للعظام ومن هنا يجب ان تتنوع خياراتهن الصحية من الأطعمة الخضراء قليلة السعرات الحرارية والدهون ومدعمة بالكالسيوم ومنها الأفوكادو والتفاح والعنب والكيوي والهليون، الليمون الحامض، والقرنبيط، وبراعم بروكسل، والفاصولياء الخضراء والفلفل.

وتشير كوينغ إلى أن الأفراد العصبيين يميلون لتناول الأطعمة الحمراء الحارة التي تعيد الشهية وتحسنها كما انها تمنح الشعور بالسعادة ووفقا لمراد فإن الأطعمة الحمراء غنية بالمواد المضادة للأكسدة والليكوبين والبيتا كاروتين في الفاكهة الحمراء مثل التوت والفراولة والخضراوات مثل البندورة والشمندر والفجل وجميعها تسهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي وتوفر الحماية من الأمراض، بما في ذلك التهابات المسالك البولية وسرطان البروستاتا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق