الثلاثاء، 23 فبراير 2016

الملح ما له وما عليه



                             يعد ملح الطعام (أو كلوريدات الصوديوم) من أقدم البهارات التي استخدمها الإنسان وأكثرها توفراً وشيوعاً، فقد عرفه الإنسان منذ عقود واستخدمه كوسيلة لحفظ الطعام وتخزينه وادخله في طعامه حتى أصبحت نكهة الطعام تكاد لا تكون مستساغة بدونه. وفي الوقت نفسه فإن الإفراط في تناول هذا المسحوق الأبيض قد يتسبب في أخطار غير محمودة.

فوائد الملح
يعتقد الكثيرون أن الملح مادة ضارة لا ينال الإنسان منها أي فائدة شأنها شأن العديد من المواد التي تضاف إلى الطعام المصنع، لكن في الحقيقة يعد عنصر الصوديوم الذي يتكون منه الملح من العناصر الأساسية في الجسم، فهو مهم في عملية تنظيم ضغط الدم وحجمه وتوازنه الأسموزي. كما تحتاجه العضلات والأعصاب للقيام بمهماتها الحيوية. وتعد حالة الانسمام المائي أو نقص الصوديوم الحاد، مع أنها نادرة الحدوث، حالة طارئة قد تشكل خطرا على حياة المريض.

أين تكمن المشكلة؟
لكن تناول كميات زائدة من ملح الطعام يسبب مشاكل صحية توازي تلك التي يسببها نقصه، فعدا عن ارتباطه المباشر بمرض ارتفاع ضغط الدم فقد أظهرت عدة دراسات ارتباطه بأمراض القلب والشرايين الأخرى بما فيها الجلطات والسكتات الدماغية.

ما الكمية المناسبة من الملح؟
توصي المنظمات الصحية الأميركية باستخدام ما لا يزيد على 2.3 مغ من الصوديوم، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من ملح الطعام يومياً، بينما تنخفض الكمية إلى 1.5 مغ من الصوديوم أو ما يعادل نصف ملعقة صغيرة (تقريبا) في الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب و الشرايين، مثل مرضى ارتفاع ضغط الدم، كبار السن ( فوق الـ 51 سنة)، مرضى السكري، مرضى الفشل كلوي وغيرهم. إلا أن الواقع أن معدل ما يحصل عليه الفرد من الصوديوم يوميا هو أكثر من ضعفي الكمية الموصى بها، وقد يعزى ذلك في الكثير من الحالات إلى أننا نتناول كميات لا بأس بها من الصوديوم دون أن نشعر.

مصادر الصوديوم الأخرى
قد يبدو الالتزام بحمية قليلة الصوديوم سهلاً من الناحية العملية؛ فكل ما يتوجب فعله هو تجنب الملح والمأكولات المالحة (مثل المخللات، المكسرات ورقائق البطاطا)، ولكن تعد الأطعمة المصنعة والمعلبة مصدرا غنيا بالصوديوم، أمثلة ذلك: حبوب ورقائق الإفطارالتي تحتوي بعض أنواعها على كميات تصل إلى 2.5 مغ من الصوديوم للكوب الواحد، والخضار المعلبة إذ تحتوي المواد الحافظة والصلصات والبهارات التي تضاف إلى هذه الخضار عند تعليبها على كميات عالية من الصوديوم (قد تصل إلى 7.3 مغ/كوب، و اللحوم المغلفة أو المصنعة (مثل السلامي)، فبالنظر إلى الملصق المرفق ببعض هذه اللحوم ستجد أنها محملة بالصوديوم وإن لم يدل طعمها على أي ملوحة، كما تتميز الأنواع قليلة الدسم باحتوائها على كميات أكبر من الصوديوم.
كيف تتجنب تناول كميات زائدة من الصوديوم؟
- احرص على تناول الأطعمة الطازجة وتجنب المعلبة أو المغلفة قدر الإمكان.
- عند استخدام الخضار المعلبة قم بغسلها بالماء جيداً.
- تجنب المأكولات السريعة، وفي حال اضطررت لتناولها:
لا تستخدم الكاتشب أو المايونيز أو غيرها من الصلصات (تحتوي الملعقة الصغيرة من الكاتشب على 1.67 مغ من الصوديوم)، أزل الجبنة واطلب الحجم الصغير، كما ينصح بتناول طعام خالي من الصوديوم لبقية النهار.
- تجنب الصلصات التي تستخدم لإضافة النكهات إلى الطعام مثل صلصة السباغيتي وصلصة الصويا، فحتى الكميات الصغيرة منها قد تحتوي على أكثر من 50 % من الحد المسموح به من الصوديوم (الملعقة الواحدة قد تحتوي على 10.24 مغ صوديوم).
- اقرأ مكونات الأطعمة أو الأشربة التي تشتريها بتمعن: ابحث عن كمية الصوديوم «Na « في المنتج.
- انتبه على «حجم الحصة» أو الـ «serving size»: قد تذكر بعض المنتجات أنها تحتوي على كميات قد تبدو قليلة من الصوديوم ولكنها مقاسة في حجم حصة صغير، أي أقل من الحجم الذي ستتناوله.
- انتبه للعلاجات التي تتناولها أيضا: قد تحتوي بعض العلاجات على كميات من كربونات أو بيكربونات الصوديوم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق