الثلاثاء، 23 فبراير 2016

تاريخ البنطلون الجينز

                             تاريخ البنطلون الجينز
                 



هل فكرت وأنت ترتدي بنطلونك الجينز أن تسأل نفسك متى وكيف ظهر هذا الاختراع إلى النور وما الذي دفع إلى اختراعه..؟؟!!
تقول الأسطورة إنه في عام 1843، في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة كان يعيش شاب يعمل بائعاً متجولاً وكان اسمه «ليفي شتراوس»      
        ألماني الأصل. كان زبائن ليفي من العمال الفقراء ممن يعملون بالمناجم، أو كانوا من البحارة ويعملون بالصيد وكان «ليفي» يبيع لهم الأقمشة التي تصلح لعمل الملابس كما كان يبيع للبحارة الاقمشة الخاصة بصناعة أشرعة المراكب والسفن.
بدأ عمال المناجم يشكون من أن ملابسهم تتمزق وتبلى سريعاً بسبب طبيعة عملهم، وفي يوم عرضت زوجة أحد العمال وكان لديها 6 أبناء يعملون جميعا بالمناجم على «ليفي» شراء القماش الخاص بصناعة الأشرعة وذلك بعد ما شكت من تمزق سراويل أبنائها بعد فترة قصيرة من ارتدائها.
ولمعت هذه الفكرة بسرعة في رأس «ليفي» فاتفق مع حائك على حياكة سراويل للعمال من القماش الأزرق السميك المخصص للأشرعة، واستخدم الحائك خيوطاً تتناسب مع سمك القماش فباع «ليفي» كل السراويل التي تمت حياكتها.
لكن الأصل فى القصة أن ما يعرف «بلبس العمال» أو «بنطلونات الدنيم» بدأ في انجلترا عام 1600 م مع مصنع كان يقوم بتصنيع هذا النوع من اللبس من «الدنيم» (وهو نسيج قطني متين يصبغ عادة بالنيلة الزرقاء) وكان يسمى مصنع «الدنيم»، وهو أصل كل الجينز فيما بعد.
أما قصة «ليفي شتراوس» فتبدأ من عام 1953 عندما رحل إلى سان فرانسيسكو، عن عمر يناهز 24 عاماً، لفتح فرع لأعمال أخته التي تعمل في مجال بيع الملابس والقماش ومستلزمات الخياطة.
كان واحد من عملاء «ليفي» خياط يدعى«جاكوب ديفيس». أصلاً من لاتفيا، ويعيش في رينو، نيفادا، وكان يشتري بانتظام بضاعته بالجملة من شركة «ليفي شتراوس».
كان من بين زبائن يعقوب رجل دائم التمزيق لجيوب البنطلونات التي يقوم يعقوب بخياطتها. حاول يعقوب التفكير في وسيلة لتعزيزبنطلونات هذا الزبون، وفي يوم جاءته فكرة وضع المسامير المعدنية عند المناطق المعرضه للقطع، مثل زوايا جيب البنطلون وعند قاعدة الزر الطاير.
نجحت هذه الفكره ولكن يعقوب خاف أن تسرق فكرته وقرر تقديم براءة اختراع لها، ولكنه اكتشف أنها تتكلف 68 دولاراً وهو لا يملك هذا المبلغ فقرر الاستعانة بشريك تجاري، وعرض الأمرعلى «ليفي شتراوس».
في عام 1872 كتب يعقوب رسالة لـ«ليفي» بما يفكر فيه وأنه في حالة الموافقة ستكون براءة الاختراع باسمهما معاً. وتوقع «ليفي»، الذي كان رجل أعمال ذكي، أن هذا المنتج سوف ينجح، فوافق على اقتراح يعقوب
في 20 مايو عام 1873، تلقى الرجلين براءة الاختراع من الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية. برقم no.139،121 ويعتبر ذلك اليوم الآن «عيد ميلاد» الجينز الأزرق.
عين «ليفي» يعقوب الخياط مشرفاً على إنتاج السراويل في مصنع «ليفي شتراوس» وشركاه في سان فرانسيسكو.
في وقت ما خلال عام 1873، تم إجراء أول عرض الملابس وبيعها. لم يعد بالإمكان معرفة تاريخ اليوم أو الشهر حيث إن سجلات الشركة فقدت في زلالزل سان فرانسيسكو الشهير عام 1906.
وكانت بداية مصانع Levi’s. الذي ذاع صيته في باقي الولايات المتحدة الأميركية واستخدمها بكثرة بعد ذلك رعاة البقر وعمال المناجم وعمال حقول البترول، وانتشر الجينز بكثرة في فترة الستينيات عندما انفجرت ثورة الهيبيز وأصبح هو الزي الرسمي للشباب.
ثم تطورت الموديلات وذاع صيت الجينز في العالم كله في الثمانينيات ولم يعد مقصوراً على البنطلونات فقط بل والحقائب والأحذية وبألوان مختلفة كما ظهرت الماركات العالمية التي أخذت تنافس بعضها وبالتالي ارتفع سعر الجينز بعد أن كان مقتصراً على طبقة العمال فقط.
وصار من مصنعيه شركات عالمية بأسماء ووجد الجينز له أسواقاً جديدة وموضات متجددة لأنه مريح في الاستعمال مقاوم للعرق، دافئ في الشتاء وبارد في الصيف.
وصار المستهلكون يشترونه باهتاً مهترئاً ومقطعاً ليس لأن لهم علاقة بالتقشف أو التمرد، ولكن لأن ذلك الملبوس المهترئ المقطع أصبح من صناعة «فيرساتشي» أو «جورجيو أرماني» وأصبح لبسه جزءاً من لفت النظر واستدعاء الاهتمام.
وفي السهرات أيضاً أضيفت إليه تعديلات ليصبح خاصاً بالسهرة، وعرض أخيراً فستان فرح مرصع بالجينز، وأصبح عدد كبير من المصممين يستخدمونه في فساتين السهرة.
هناك أنواع متعددة من تصميماته تناسب كل فترة وفئة، فمنه الخفيف والسميك والواسع «باغي» والضيق «سترتش»، وتقبل عليه بعض الفتيات لأنه يشعرهن بأنه يخفي عيوب الجسم.
ومع تاريخ الجينز وانتشاره الواسع وموديلاته المتعددة، فإن اللون الأزرق منه لا يزال هو الغالب والأكثر استخداماً حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق